هل يمكن أن تكون بديناً وبصحة جيدة؟
شغل هذا السؤال الباحثين في المجال الطبي لعقود، وكان حافزاً لعدد من الدراسات التي حاولت الإجابة بدقة عن: متى يكون وزن الإنسان زائداً وفي الوقت نفسه يتمتع الجسم بمستويات صحية من ضغط الدم والكولسترول والأنسولين؟
وبحسب تقرير لموقع “ميديكال إكسبرس”، لا يوجد ارتباط وثيق بين الوزن والصحة الجيدة، لأن وزن الإنسان ليس إلا واحداً من مجموعة عوامل تؤثر إلى جانب عناصر أخرى مثل طريقة توزيع الدهون في الجسم، والتي يزداد خطرها كلما كانت قريبة من المعدة، ويقل كلما توزّعت أكثر حول الوركين.
من ناحية أخرى تلعب كثافة العضلات دوراً هاماً في تخفيف أو زيادة تأثير الوزن، فالعضلات الكثيفة تزيد الوزن، لكنها زيادة صحية.
إلى جانب ذلك، لا ترتبط اللياقة البدنية بالوزن دائماً، وقد وجدت بعض الدراسات أن بعض الأشخاص الأكثر زيادة في الوزن لديهم لياقة قوية ويتمتعون بقلب صحي أكثر، والسبب أن الخمول هو العامل الذي يضعف الصحة في حالة الوزن الزائد.
وبصيغة أخرى، يمكن أن يكون وزن الإنسان زائداً ويتمتع بصحة جيدة إذا حافظ على التمارين الرياضية بمتوسط 30 دقيقة لمدة 5 أيام في الأسبوع، وحصل على عدد ساعات كافية من النوم، وأحسن اختيار الأطعمة التي يأكلها، ونجح في تخفيف مستويات التوتر والإجهاد.
لكن لا يعني ذلك تقليل أهمية الوزن الصحي، أو التشجيع على البدانة، وإنما اكتساب المزيد من العادات الصحية، وإدماج روتين الحركة والنشاط داخل الحياة اليومية، بزيادة المشي عن طريق إيقاف السيارة في مكان بعيد والسير قليلاً، وصعود الدرج كلما أتيحت الفرصة، والمشي سواء في أماكن مفتوحة أو مغلقة كلما أتيحت الفرصة، إلى جانب تخصيص دقائق يومية لممارسة التمارين الرياضية.